وأذا بطارقة لباب الجوال عبر رسالة قصيرة ...
والذي كتبت فيها : هل يمكن أن أطرق الباب
قتزهر نوافذك ؟ ..
قبضة من الياسمين نثرتها .. علها
تفوح في محيطك تذكرك بي .
قلت : أنا جالس على نافذة دخولك أيتها الوردة
الجميله ..
أدخلي دون أن تطرقي ... فأبواب قلبي مفتوحة لمن
سكنها ..
قالت : أخبرني خلف النوافذ ماذا ترى ؟ ...
وماذا تنتظر ؟ ..
تأخرت بالرد عليها لكي أجلب ذاكرتي التي ذهبت
مني دون شعور ..
فكررت برسالة ثانية وقالت :
فأنّا لي الدخول وأيقاعات
الحروف لم تبدأ رقصتها ؟ ...
قلت : ياوردتي خلف النوافذ
أرى قمراً دخل ضوءه غرفة أحلامي ..
وترانيم الحرف بدأ ألحانه يعزف بسمفونية الأحساس الجميل ..
ومآذن مشاعري كبّرت لهواجس الضمير لتبدأ بصلاة العشق بوضوء ترانيم الحرف ..
قالت : للقمر حانة حرف مذوبة الاحساس ..
لايحتسي كأسها الا المترفون بالنبض ..
مازلت أتحينُ أشتعال النبض في محراب الحرف ...
قلت : أذاً تكلمي عن نافذتك ماذا ترين خلفها
؟ ..
قالت : هنالك أيها القنديلُ زرعت شتلات
أفكاري وسقيتها مقدار جنوني دمعة ساخنة ..
لتضج بأشتياقها كلما مرت نسائم الوحدة ..
وهناك دفنتُ الف قطعة من قٌبلي التي ساومتها الصمت .. وركنتها على مناديل الانتظار بلا أمل ..
وهناك غدير ماء أغسل فيه يدي تحن لوجة حبيب لم يحن وقت لقاءه ..
قلت : وهل هناك موسم معين لتلك النسائم ؟ ..
وهل أنتظارك يعاني كأنتظاري ,
يقتلة صمت اليأس ؟ ..
قالت : لا أدري ما موسم الوحده .. أظنها
طويلة الأمد حد التبعثر ..
مما اليأس في أنتظارك ياقطعة النور ؟
قلت : لأنه أنتظار بلا طعم للقاء !! ..
قالت : حتى وأن كان ... ياعزيزي لهذيان
الأنتظار دغدغة في الروح تشعر أنك حي ..
قلت : لكن ياوردتي حياة اليأس كميتٍ شيُعِت
جثمانه على أكتاف الزمن لمقبرة الأحلام اليائسه ..
قالت : أبتسم .. ولاتنتظر .. دع الحب يطوقك بيديه حتى وأن كان
بلا لقاء ..
قلت : وما لذة الحب بلا لقاء ياعزيزتي ؟ ..
قالت : أليس النبض ضمة شوق ... ؟ ... ياعزيزي
!! .. بين الحب واللاحب ماذا ستختار ؟
قلت : النبض بالشوق والحنين كالدم الذي يجري
بشرياني .. أكيد سأختار الحب ... !!
قالت : أذاً لاشيء مهم أن كان في الصدر نبض
دافىء وقبلة تطوف أرجاء العالم لتصلك ..
أذاً هو الحب .. هو الدفىء .. هو أن يحتويك أنسان بأكمله .. ماقيمة لقاء
الجسد ..
أن أضعنا الحب في متاهات الوجع وأنتظار اللقاء ..
قلت : وكيف تصل ألي تلك القبلة ؟ !!
قالت : أستشعرها دفئاً يسري في شرايينك ..
حتى تذوب بأنتشاء طعمها ..
قلت : الحب لغة العيون .. وأبتسامة الوجة ..
وبراءة الروح .. كل ذلك في لقاء الجسد ..
لكن وجع الواقع المؤلم يحول بيننا .. !!
قالت : أنا أعلم أن الأنتظار غاية الشوق ..
واللقاء مضمونها وراحتها ..
لكن هي متاهات الدروب .. أعلم حين ينفلت نبضي فزعاً من وحشة الطريق ..
سأبحث بين أنفاس الكون عن ترياق حبيب يضمني ..
قلت : مررت كثيراً بتلك الدهاليز حتى أخرجتني
لمتاهة بلا عنوان .. وأضعت خارطة الوصول اليها ..
قالت : أه أه .. أشتاق أن أتنفس ببطىء وتداعب
وجنتاي أحاسيس الهوى !!
قلت : وما يمنعك من ذلك ؟
قالت : فات الآوان ..
قلت : أذاً ستتنفسين الوجع .. وستداعب وجناتك
ألام الذكريات ..
قالت : الذكريات أصبحت ضلوعي .. لذلك أنا
أتغزل الحرف فيسكن في شفتي قبلة ..
قلت : وهل للحرف أحساس وشفة ؟
قالت : نعم .. أصغي جيداً وستشعر بتلك القبلة
!!
قلت : وهل قبلته بريئة أم وقحه ؟
قالت : في الليل الأول يدنو ببرائته يرتشف من
ندى الوجه أشتياقاً ...
قلت : وفي منتصف الليل ونهايته ماذا تكون ؟
..
قالت : أما في منتصفه يضم اللهفة بين الهمسة
والهمسه لتتماثل ثورته في لمسه ..
وأما في أخر الليل .. غوايةٌ لايفك لحامها الا نيران قبلة مشتعلة ...
قلت : حرفك مقامه كبير ياوردتي .. وأحساسه
مرهف وعظيم ..
على عكس حرفي غالباً مايتراقص على أوجاع الأنتظار ..
قالت : حرفي يصنع من الأنتظار حلم .. فأن لم
يكن للانتظار لقاء .. فلديه حلم يدق أبواب روحه ..
الا يسعنا الحلم ياعزيزي ؟
قلت : وماأجمل الأحلام وماأكثرها ياوردتي ..
لكن تعثرت بصخرة اليأس وأصبحت أحلام يائسة بلا أمل ..
قالت : ولماذا اليأس ؟؟ .. ليتني أسترق النظر
لتلك التي أججت في نبضك حباً بلا أمل
وبلا لقاء ... هل أوجعتك ؟؟ ...
قلت : أه أه ياوردتي .. حتى أبكت عنفوان
شبابي .. ومزقت أشلاء أبتسامتي .. وجعلتني أعيش في متاهات الضياع ...
قالت : أ رحلت عنك ؟ ...
قلت : نعم رحلت وبلا وداع .. ولكن بقي بصيص من أمل ..
قالت : أذاً مادام هنالك أمل .. فلاتحزن ...
قلت : لكن أبحث عن صورتي التي طلبتها مني يوم
ما .. هل تكحل عينيها بنظراتها ..
أم مزقها تراب النسيان ؟؟ ...
قالت : النسيان لايعرف طريقه لقلب عاشق ..
لكنني أحسدها فرغم رحيلها ..
هناك قلب صرعته الأشواق لها وسكنه الحنين للقائها .. ولم يتذوق طعم النسيان
..
بل الألم والوجع زاده لفراقها ... !!
قلت : أه لقلبي ياوردتي .. عيبه أن لا ينسى
من عشقه .. لكن الألم يزداد يوماً بعد يوم وما من لحظو لقاء
قالت : مالذي فرقكما ؟ ... !!
قلت : الواقع المرير .. وثقافة المجتمع ..
وتعاسة القدر .. وعادات القوم ...
قالت : للاسف على ذلك .. ياعزيزي ..
بعدها حتى حان منتصف الليل .. وأنقطع كلامنا
.. وهومت عيناي بالنوم
رووووووووووووعة
ردحذفشكراً لك اخي العزيز
حذف